بعد حرب الخليج الثانية في جنوب العراق وبعد الانتفاضة، بدأ آلاف المدنيين والجنود المنشقين والثوار باللجوء إلى الأهوار في جنوب العراق هرباً من ظلم السلطة، فلجؤوا إلى هور الحويزة وهور الحمّار وغيرها. خلال هذه الفترة، نفّذت قوات النظام السابق عمليات انتقامية واسعة النطاق ضدهم. فتم تجفيف أهوار العراق عن طريق تحويل مجرى نهري دجلة والفرات بعيداً عن الأهوار، ونزح السكان المحليون قسراً إلى مناطق أخرى.
أصغِ إليّ يا صاحب بيت القصب، اهدم البيت وابنِ قارباً، احمل النفس في القارب بذرةً لكل الاحياء وسمِّ ذلك القارب منقذ الحياة.
في عام 1991، قصف نظام صدام قرى الأهوار وأشعل النار في المنازل وزرع الألغام في الأرض وفي المياه، كما اعتقل وعذّب وأعدم وهجّر الناس قسراً.
Abandoned objects from Hammar marsh, 2022
بقايا من هور الحمّار، 2022
بعد الغزو الأمريكي، دمّر العراقيون السدود والحواجز التي بناها النظام. وسادت حالة من الفرح العارم والمشاعر الجيّاشة بعودة الأهوار وأهلها.
في بيت القصب، جلست مع سكان الأهوار ليلاً. سمعتهم يتحدّثون عن جن يُصدر أصواتاً غريبة. استغرقت بالتفكير فيه قبل أن أنام حتى رأيته في الحلم يحوم في سماء الأهوار. بدا عليه الألم وكأنه يتنبّأ باقتراب الخطر.