وبينما يتلاشى الأخضر تحت وطأة الرمادي، نتلاشى معه نحن أيضاً. نبحث عن ذواتنا، كغرباءٍ في أرضٍ أصبح وجودها، كما وجودنا، محل شك.
لم أعتقد أبداً أنني سأعود لإنتاج الفن مجدّداً. كانت السنة التي قضيتها بالخدمة العسكرية حتى آذار/مارس 2019 كفيلةً بقطع صلتي بالفن ودوائر العمل الإبداعي. كنت كمسافرٍ يتعكّز على عصاه في رحلةٍ للبحث عن الذات وامتلاك أبسط مقوّمات الحياة. ممارسة الفن كانت رفاهيةً لا أملكها.
ندرك السياق الذي جئنا منه كأجساد تعيش في الهامش وترزح تحت قيود الرأسمالية. لا نرغب في أن نتحول إلى فيتيش أو نُشيّأ من منظورٍ استشراقي، نوّد أن نخلق سرديتنا البديلة وأن نكسر القوالب النمطية. نرغب في جعل الفن إمكانية لا رفاهية.
كان لزاماً علينا أن نثبت الجدارة الموسيقية والبصرية لعملنا، أن نبرهن على استحقاقه لمكان في مشهد موسيقى الرايف المصري. فشلت محاولاتنا مراراً وكان الإخفاق قاسياً. إلا أن كلّ شيءٍ تغيّر حين اقترح سليمان ذات ليلة أن نطوّر لوناً موسيقياً فرعياً يعتمد على العروض الأدائية المصاحبة للأعراس الشعبية في مصر والتي يقدمها شخصٌ يُعرف بالـ"نبطشي". نجحت الفكرة ودوّت أصداؤها سريعاً، وبدأنا بتقديم حفلات في أهم المساحات الفنيّة بمصر. ونظّمت مؤسسة "بيسك" جولتنا الفنيّة الأولى في أوروبا إلا أن ظروف جائحة كورونا حالت للأسف دون إتمامها. فجأة تحوّل العالم الماديّ كله إلى هامش؛ إلى غرفةٍ مغلقة كتلك التي بدأنا منها.
كان لأبي، ومُعيلي أثناء سنوات بطالتي، رأيٌ آخر. بالتأكيد لم يرَ جدوى من ممارستي للفن. كان يؤمن بضرورة الاستقرار والحصول على وظيفةٍ ثابتة تُمكّنني من أن أعيل نفسي. من الناحية العملية، كان مُحقّاً. إلا أن عادتي كانت المماطلة والتأجيل أملاً في أن أنجز شيئاً في مسيرتي الفنيّة. وَعَدته في حال لم أتمكن من تحقيق عائدٍ مادي من تسجيلات كفر الدوّار (بمعزل عن اعتقاده بأن الموسيقى حرام) والحصول على منحةٍ لإتمام كتاب الفوتوغرافي الأول والعمل كمدرس بكلية الفنون والتصميم قبل حلول 2020 بأنني سوف أقبل بأيّ بديلٍ لديه. لحسن الحظ، تمكّنت من تحقيق الأهداف الثلاثة قبل تشرين الأول/أكتوبر 2019.
مؤمن: "انفصلت أنا وصديقتي، كالعادة. أتنقّل بشكلٍ مستمر ولست مستقراً بعد. أنا الآن في منزلٍ لأحد الأصدقاء، لا أعرف متى وأين يُمكن أن نلتقي، المعذرة!"
إبراهيم: "لن أتمكّن من التسجيل اليوم. أمي ليست راضيةً عما نفعله، ولا أملك الطاقة لجدالها."
كريم: "توقّفت عن العمل كنادلٍ بالمطعم. أعمل الآن بتوصيل الطلبات."
يونس:"كم أنت كسول يا ابن الزا**ـة! إن كنت تريد التهرّب، قُل ذلك وحسب!"
سليمان: "كفر الدوّار هي منبتٌ لمواهب كثيرة تتوق للتعبير والوجود. هي حاويةٌ يرى من هم فيها أنفسهم في انعكاساتهم على ما بداخلها. صورنا المهزوزة هي انعكاس لاغترابنا وتهميشنا، كما هي تجلٍ أيضاً لكيفية صنع الفن من الهامش."
Fathi Hawas (b. 1994, Kafr Al Dawwar, Egypt) is an independent visual artist interested in conceptual documentary photography and contemporary art, He graduated from Faculty of Arts and Design of Pharos University - where he works as a teaching assistant now - and contemporary art school at MASS Alexandria. Presently he lives in Alexandria where his practice started with discovering the limitations of the medium by experimenting with different photographing tools in the context of discovering ‘Subjective Time”. He also working on different cases happening far away from the centralization of the capital, So he concerned with documenting the changes of culture and subculture emotions and varieties within the city he lives and cities he roams on his feet, Hawas participated in several group exhibitions internationally, e.g. in Cairo, Dubai, Denmark, London and Paris.
Fathi Hawas (b. 1994, Kafr Al Dawwar, Egypt) is an independent visual artist interested in conceptual documentary photography and contemporary art, He graduated from Faculty of Arts and Design of Pharos University - where he works as a teaching assistant now - and contemporary art school at MASS Alexandria. Presently he lives in Alexandria where his practice started with discovering the limitations of the medium by experimenting with different photographing tools in the context of discovering ‘Subjective Time”. He also working on different cases happening far away from the centralization of the capital, So he concerned with documenting the changes of culture and subculture emotions and varieties within the city he lives and cities he roams on his feet, Hawas participated in several group exhibitions internationally, e.g. in Cairo, Dubai, Denmark, London and Paris.